في فمِ الليلِ ينعسُ ظلُّ قلبي،
كأنني سجدةٌ أُديرُ حولَ نفسها،
بعينينِ لا ترى إلّا الزلازلَ،
وتهدهدُ الوردَ كي لا يستفيقَ الحنين.
الماءُ يُتقنُ الخيانةَ أكثرَ من البشر،
كل دمعةٍ كانت وعداً، تبخّرتْ،
وتركتْ شقوقيَ كقبورٍ منسيّة.
عانقتني امرأةٌ،
كان جسدُها مرآةً من زمنٍ لم يُبصره الضوء،
رأيتُ وجهي بلا ملامح،
فأدركتُ: الحبّ هو ضياعُ الشكلِ في المعنى.
سألتُ الريحَ: هل ينبتُ العظمُ من صدرِ الغياب؟
فأجابتْ بسعالِ الصمت،
وغادرتْني بلا رملٍ أضعُهُ على جرحي.
في رأسي غرابٌ يندسُّ كلّما قلتُ “أنا”،
يضحكُ ثمّ يبني عُشَّهُ فوقَ جفوني،
والنومُ؟ صارَ ظلاً لحائطٍ تلوّنه الهلوساتُ.
أنقشُ اسمي كلّ يومٍ في زهرةِ رمّانٍ،
ثمّ أقطعُها، كما لو كنتُ أريدُ أن أقتلَ ذاكرتي.
لكنّي كلما حاولتُ الهروبَ منّي،
وجدتُني أضعُ يدي على كتفِ قاتلي،
وأقولُ له: “طابَ مساؤك، كم انتظرتُك.”
فُسَيْفُس الشاعر