أَفْتَحُ نَافِذَةَ المَاءِ لِيَهْرُبَ ظِلِّي،
وَيَعُودَ وَجْهِي عَارِيًا كَكَلِمَةٍ قَدِيمَة،
كُنْتُ أُنَظِّمُ الأَيَّامَ فِي قَارُورَةٍ،
حَتَّى شَرِبَتْهَا النَّارُ فَأَصْبَحَتْ ذِكْرَى.
وَفِي الفَجْرِ، تَكْتُبُنِي نَخْلَةٌ لِعِطْرٍ نَسِيَ اسْمَه،
أُطَوِّقُ قَلْبِي بِحَبْلٍ مِنْ نُدُوبٍ،
وَأَصْنَعُ لِلْغِيَابِ يَدًا تُرَبِّتُ عَلَى الجُدْرَانِ.
كُلُّ مَرَّةٍ تَضِيقُ فِيهَا السَّمَاءُ،
أُفَكِّرُ بِرِئَةِ الدُّودِ فِي كَبِدِ النَّجْمَة.
أَيُّ حُبٍّ هَذَا الَّذِي يَكْسِرُ المَلِكَ عِنْدَمَا يَضُمُّ خَادِمَه؟
وَيَجْعَلُ لِلعِطْرِ سِلَاحَ أَظَافِرِهِ؟
إِنَّنِي أَسْمَعُ القُبْلَةَ تُقَاتِلُ صَدَاهَا،
وَالعَيْنُ تَكْتُبُ شَكْلَ الرِّيحِ عَلَى وَرَقِ الجِلْد،
فَهَلْ كَانَ المَوْتُ مُجَرَّدَ دَاخِلٍ لِشَفَتَيْنِ تَتَمَنَّيَانِ الكَذِبَ؟
قُمْ، وَاسْأَلِ الزَّهْرَةَ عَمَّا وَرِثَتْهُ مِنَ العَاصِفَة،
وَكَيْفَ التَفَّتْ جُرُوحُهَا كَانْتِظَارِ المُنْقِذِ الَّذِي ٱنْدَمَجَ فِي الطَّاعُون.
أَمَّا أَنْتَ، فَكُنْ حَذِرًا مِنَ اللَّفْظِ،
فَفِي كُلِّ نُطْقٍ، جَثَّةٌ تَلْتَفُّ عَلَى الْحِيَاةِ كَثَوْبِ الزِّفَاف.
لَو أَحْبَبْتَنِي يَوْمًا، فَقَطِّعْنِي إِلَى غُيُوم،
وَدَعْنِي أَمْطُرُ فِي جَنَازَتِكَ الْأَخِيرَة.
فُسَيْفُس الشاعر