في عَتَمةِ الطينِ، حينَ نسيتُ اسمي،
أزهرتُ من غفلةِ الصخرِ وردةً بلا عِطر.
غنّت لي الريحُ صُراخَ أمٍّ في حَلمٍ مُبلّل،
وكنتُ ذراعاً لأرضٍ تلدُ بلا قابلة.
ابتعدتُ عني كما يبتعدُ الماءُ عن غريقٍ تائب،
وتسلقتُ ظِلِّي كأنّي سجينُ جَبَلٍ ظالم.
بكيتُ نَخلًا لم يولدْ بعد،
وكتبتُ على جلدي قصائدَ في مديحِ النسيان.
يا وجهَ الحبيبة حينَ يحترقُ القمرُ خجلاً،
من أينَ لكِ هذا النُعاسُ الذي يُنكرُ الزمان؟
أحملكِ كالنافذةِ تحملُ عيونَ العابرين،
وحين أغمضكِ، أنظرُ في داخلي — فأجدُكِ نفيًا.
لي في المقابرِ أصدقاءٌ لم أنجبهم،
نساءٌ كنَّ أحاديثَ في زفيرِ السُكارى،
وكنّا نحفرُ في الليلِ مرآةً لوجهِ النهار،
لكن النهارَ كان امرأةً لا تحبُّ المرآيا.
رأيتُ اللهَ في دُخانِ سجائري الأخيرة،
ينتحبُ كطفلٍ أضاع العَدمَ.
فُسَيْفُس الشاعر