في فجرٍ من زجاج،
أيقظني صمتُ الأمس وهو يتعلّق بثوبي كطفلٍ نَسي أن يموت.
الطرقُ تؤدّي إلى مدنٍ تشربُ ظلّها،
والأزهارُ تُفسّر نفسها بلغةٍ
لا يفهمها إلّا اللهُ حين يكتئبُ.
يدُ حبيبتي كانت مرآةً مكسورة،
كلّما لمستُها رأيتُني دوني.
وفي عينيها، نامت مقبرةُ للريح
وصوتٌ يبحثُ عن جسدٍ يرتجف.
العشّاقُ خرافةُ الماء،
يعدّون القبلاتِ كما يعدُّ الجوعُ بقاياه.
والقمرُ فوقهم… ليس قمراً
بل عينُ خيانةٍ تضحك بصمتٍ في جيب السماء.
الصلاةُ ليست نداءً،
بل اتفاقٌ مؤقّتٌ مع الغياب.
حتّى الله أحياناً، يتأمّلنا كلوحةٍ تُباعُ في سوق العميان.
أنا ابنُ ترابٍ جاف،
يدي حفنةُ لا أزرع بها إلا وجهي.
وفي آخر الليل،
حين نام كلُّ مَن آمن بالحب،
أيقنتُ أنّ القُبلةَ الأولى…
كانت محاولةَ انتحارٍ مؤجَّلة.
فُسَيْفُس الشاعر