في ظِلِّ شَفَتَيكِ، نَبَتَتْ سوسَنةٌ
ذَبُلتْ حينَ غَفَتِ العَينُ عن ألمِ اللَّمسِ
لِمَنْ تُراسِلُ الرِّيحُ؟
والنّخلُ يُخفِي تَهاليلَهُ داخلَ الجِذْعِ الكَهْلِ،
كأنَّهُ شيخٌ ينسى اسمهُ عندَ المَساءْ
أُشاهدُ قلبي على الحافّةِ
يُقلِّبُ شَظرًا من زُجاجِ الخريفِ المُصابِ بِالندمْ
كأنهُ تَذَكَّرَ أنَّهُ كانَ أَسوَدَ،
ثُمَّ تعهَّدَ أن يُصْبِحَ ظِلًا لِخارِطةٍ لا تُرَى
ما زِلتِ تَتَنَفَّسينَ في حُلُمي
كأنَّكِ شَرارةٌ تَفرُّ من سِجِلِّ الماءْ
عيناكِ… جُرحانِ في صحراءَ لم يَرْسُمها أحد،
ولا سالَ فيها نبيٌّ ولا أخطأَ طُفْلٌ بها البُكاءْ
أما أنا،
أُربِّي قَلباً على شُبهاتِ اليقينْ
وأُطعِمُهُ نُسَخاً قديمَةً من الله
أشهدُ أن جَسَدي يَكْبُرُ لِيُصَغِّرَني
ويَبني لي سقفاً في قَلْبِ دُمية
هل تَذكرينَ أوَّلَ نَبوءة؟
كَتَبْتُها على حائطِ جِلدِكِ، فانمحت حينَ ابتسمتِ،
ولم تَعُدْ…
والآن؟
أَسألُني: من يَسْكُنُني إذا أنتِ خَرَجْتِ؟
فيردُّ الجدارُ: لا أحد… غيرُكَ يُجيدُ الغيابْ
فُسَيْفُس الشاعر