يرتجفُ النجمُ في كأسِ النبيذِ كظلِّ مغفَّف،
تهامسُهُ قُبَلُ العتمة، تَخشى عليهِ السُّقوطَ بلا سُبّبْ.
وفي زاويةِ القلبِ نامتْ صبيّةُ أُمنيةٍ
تحيكُ من الملحِ شَعرًا لأمٍّ لم تُولدْ.
الضوءُ يُكدِّسُ فُتاتَ الأصواتِ البعيدةِ
كأنّهُ راهبٌ في غفوةِ حنينٍ تَأبّى على القيامة.
مَن علّق الهواءَ على مشجبِ الغيابِ؟
مَن قالَ: “الحياةُ أجملُ حينَ تُنسى”؟
أُحبُّكِ… لا كي تشتعلي كأسًا في وريدي،
بل لأنّكِ القصيدةُ الوحيدةُ التي ترفضُ أن تُكتبْ.
القبورُ تُنصتُ أكثرَ من العشّاق،
وهذا سببي في ارتداء الصمتِ كلّ مساءٍ كعباءةٍ مقدّسة.
يقولُ لي موتي: “لا تكتبني ورقة،
بل غيمةً على فمِ المجنونِ الذي لا يشربُ إلا انكسارَكْ.”
ولمّا سألتُ الحُبَّ: “هل أنتَ يقينٌ أم سُخرةٌ من الأكوان؟”
ضَحكَ وقال: “أنا القافلةُ، وأنتَ فقط… جُملُها الأعرج.”
فُسَيْفُس الشاعر