يا وَجهَ القَدَرِ، لماذا تنقشُ على جبيني حكايتكَ بالعَمى؟
أأنا سوى مرآة في جيبِ ليلٍ أعمى، يحتاجُني كي يرى؟
أُمطرُ على الأرصفةِ بثقلي، لا أملِكُ جناحًا، ولا شتاءً يغسلني،
كأنّ الجُرحَ هو البحرُ، وأنا الملحُ إذ يُسبّحُ الألمُ باسمي سرًّا علني.
أُحبُّها كما يحبُّ الرمادُ عودَ الثقاب، لا لينطفئ،
بل ليُبررَ كيف به اشتعلَ، رغم موتِ الحريقِ في كل أنفاسه.
الوقتُ لا يسير، بل يتثاءبُ في فمي كلما قَبّلتُها،
يفتحُ أبوابهُ لأقفلَها، كي لا تخرجَ من سؤالي،
“هل الحُبُّ ثوبٌ أم جُرحٌ يُخيّطهُ العُشّاقُ بإبرةِ الصمت؟”
تُحدّثني المدنُ أن الأرصفةَ ليست أرضًا، بل وجوهًا نامت واقفة،
وأنّ القُبلةَ قُنبُلة، إن أخطأتَ ثَوانيها،
تتحوّلُ إلى صلاةٍ خلفَ إمامٍ يبتسمُ بالرّصاص.
فما عُدتُ أُحبُّ من تُحبُّني، بل مَن تُشبهني في الكراهية،
نُراقبُ بعضَنا كحادثَي تصادُمٍ نجا منهما الجميع، إلّا الرُوح.
أيُّها اللّيل، أريدُك شاهِدًا لا قاتلًا.
فأنا مَن دسَّ قلبَه في نعشِ قصيدة، ليسمعَ كيف تبكي الكلماتُ حين تُغسَلُ من معناها،
ولتكتشفَ أنتَ، يا قارئُ الحرفِ،
أنّني لم أكتبْ سوى صرخةِ قاتلي، بيدي.
فُسَيْفُس الشاعر